الخميس، 3 أبريل 2014

شيخ المجاهدين المجاهد الشيخ /عمر المختار

شيخ المجاهدين المجاهد الشيخ /عمر المختار



ينتسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحـدى كبريات قبائل المرابطين ببرقـة , ولـد عـام 1862م  في قرية
جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية ..
تربى يتيما حيث وافت المنية والـده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.

تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور , ثم سـافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعـوام للدراسة 
والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركـة
السنوسية فدرس اللغة العربية والعلـوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهــر قلب ، ولكنه لم يكمل تعليمه 
كما تمنى .
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل ، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى
ممـا زاده رفعة وسمــو فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المــدن حتى قــال فيه السيد 
المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم ".

صورة على جنب
الأسد الشيخ الشهيد عمر المختار

فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة 
وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم،

شارك عمر المختار في الجهــاد بين صفوف المجـاهدين في الحـرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبيــة
( السـودان الغربي ) وقــد استقـر المختار فترة من الزمن في قــرو مناضلاً ومقـاتلاً , ثم عين شيخــاً لزاوية 
(عين كلك) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.

وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م  ، تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية القصور.


في صباح اليوم التالي للمحاكمـة ، أي الأربعـاء في 16 سبتمبر1931 اتُخذت جميع التدابير اللازمـة بمركز
سلوق لتنفيذ الحكم  بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر20 ألف من الأهالي وجميع 
المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم . 
وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمـام السـاعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد وبمجـرد وصوله إلى موقع 
المشنقة أخــذت الطائرات تحلق في الفضاء فـوق ساحة الإعدام على انخفـاض وبصوت مدوّي لمنع الأهالي 
من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحـدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه ، لكنه لم ينبس بكلمة وسار إلى منصة 
الإعــدام وهو ينطق الشهادتين ، وقيل عن بعض الناس الذين كـان على مقربة منه انه كــان يأذن في صوت 
خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل ، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية : 
قوله تعالى ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً )
وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة.

سبق إعـدام المختار أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند تنفيذ الحكم
فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضربًا مبرحًا بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. 
ولكن علت أصوات الاحتجـاج ولم تكبحها سياط الطليان ، فصرخت فـاطمة داروهــا العباريَّة وندبت فجيعة 
الوطن عندما علا المختار مشنوقًا ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت"



يقول الدكتور العنيزي :
لقـد أرغم الطليان الأهــالي والأعيان المُعتقلين في معسكـرات الاعتقـال والنازلين في بنغــازي على حضور 
المحاكمة وحضور التنفيذ وكنت أحـد أولئك الذين أرغمهم الطليان على المحاكمة ولكني وقــد استبد بي الحزن 
شأني في ذلك شأن سـائر أبناء جلدتي لم أكن أستطيع رؤية البطل المجـاهد على حبل المشنقة فمرضت، ولم 
يعفني الطليان من حضور التنفيذ في ذلك اليوم المشؤوم إلا عندما تيقنوا من مرضي وعجزي .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More